لكن..اشعر احياناً بأني افتقدك
نعم أفتقدك
رغم تلك المرارة التي تسكن فمي
افتقدك عندما تتساقط حبات المطر
وتثير رائحة الأرض
افتقدك حينما ارتجف من البرد
ومن الشوق..ومن الخوف
أفتقدك عند المساء
عندما يسكن كل شيء من حولي
فلا قمر..ولا دفء..ولا نبضات قلب

اخشى أن انظر الى حلكة السماء
لأبحث عنك في رداء المساء الداكن
او في ضوء القمر الباكي
لأني عندها اريد أن اغفو كطفلة صغيرة
طفلة جريحة تغرق عينيها بالدموع
اغفو على صدر المساء
لينقذني منك

أخشى أن يمد أحدهم يده الي
لينتشلني من بحر الأحزان
أخشى ان يمنحني أخدهم أجنحة جديدة
او دماء جديدة
أو حياة جديدة
لأني اخشى ان أفقدها ثانية
كما فقدتها اول مرة

الرعب يتملكني دائماً
عندما يسألني قلبي بخجل
عن نهاية هذا الخوف
وأتردد في الإجابة لإني لا أعرف الإجابة
لإني أخاف أن أعترف لنفسي
بأن الكلمات التي احرقتها
هي التي أحرقتني
وبأن الذكريات التي قتلتها
هي التي قتلتني
وبأن الجراح التي ضمدتها
هي التي جرحتني
لذا حين يسألني قلبي ..أسكت
وحين يسألني عقلي..اسكت
وحين يسألني المساء .. أسكت
وابقى اقتات على الصمت والمكابرة
رغم معرفتي بأن هذا لن يدوم