SmarT LawyeR
قائمة الموقع
فئة القسم
مقالاتي [3]
إحصائية الموقع / عدد زوار سمارت

المتواجدون الآن: 1
زوار: 1
اعضاء: 0
طريقة الدخول
الرئيسية » مقالات » مقالاتي

العرب بحاجة إلى فكر جديد
العرب بحاجة إلى فكر جديد
جريدة الدستور الثلاثاء إلى المحرر :
         من مئات آلاف السنين و الإنسان يدرج على وجه الأرض و هو يتطور شيئا فشيئا ، و دون الدخول في التفاصيل و التحولات التي مر بها الإنسان فان الحقيقة تقول أن كل جيل من البشر على مر الزمان استطاع أن يدبر شؤونه في مختلف المجالات التي تحيط به حسب الظروف المتاحة ثم الجيل الذي سبقه و يأخذ منه ما هو مفيد له يترك ما لا يحتاجه و على مر الزمان فان الخبرة تتحسن و تتطور نحو الأفضل و هكذا كل جيل يقدم للجيل الذي يليه خبراته و تجاربه و اكتشافاته و من خلال ما توصل إليه العقل البشري من علم و خبرة بما يخدم مصالحه و من خلال الاستمرار و العمل الدءوب في كل مناحي الحياة نجد تفاعل العقل مع العلم و العمل و على مدى آلاف السنين وصل الإنسان لما وصل إليه من الحضارة و المدنية مع اختلاف المواقع و الظروف و الإمكانيات المتاحة لكل أمه و كل شعب على ضوء جغرافيتها و مناخها و أرضها مما أدى إلى اختلاف درجات التقدم والتطور بين الأمم و الشعوب
          بقي أن نقول انه إذا كان من حق جيل معين أن يستفيد من تجارب و خبرات الجيل الذي سبقه فانه لا يجوز أن يتجمد أي جيل عند ما عملته الأجيال السابقة بل يمكن أخد ما هو مفيد من الجيل السابق و يزيد عليه أن يصححه أو يغيره و يطوره و التطور من سنة الحياة ، و كلما نجح جيل في تعديل تجارب الأجيال التي سبقته و إضافتها إلى خبرته الذاتية و التي هي بطبيعتها متطورة عن خبرات السابقين كلما حصل تطور أفضل ، و نلاحظ من حركة البشر و التاريخ انه مع الزمن و تطور الظروف تصبح تجارب الأجيال السابقة بعيدة عن الواقع و الحياة مما يستوجب مع حركة التطور السريع و التعامل ما بين العلوم و الخبرات لمختلف الأمم و الشعوب ترك تجارب و خبرات الأقدمين لأنها تصبح غير مفيدة و غير مجدية و حل محلها خبرات و علوم جديدة ، و ينطبق هذا على الفكر والتفكير و النظرة للحياة و التطور و التعامل مع الآخرين بمنظار الاحترام المتبادل و قبول الرأي الآخر بدلا من النظرة العدوانية و التعصب للرأي أو العقيدة .
           ذلك أن الحاضر هو ساحة المعركة الحضارية بهدف التوجه نحو المستقبل الأفضل مما يستوجب امتلاك نظرة شاملة إلى الأمة و الأمم و الشعوب الأخرى نظرة شاملة إلى الأمة و الأمم و الشعوب الأخرى نظرة علمية تحليلية تعتمد التعامل الحي مع روح العصر المنطلقة نحو المستقبل عن طريق التعاون بين الأمم و الشعوب الأخرى و تبادل الخبرات وهذا يستوجب أن لا تدعي امة أو شعب أو مجموعة امتلاك الحقيقة المطلقة من دون الآخرين مما يوقعا في حلبة التعصب و التطرف و الوصول إلى النظرة العدوانية للآخرين والمجابهة معهم ، مع الإشارة إلى انه إذا كانت بعض الأجيال السابقة من خلال إيمانها بعقيدة معينة قد تعصبت لها ضمن تلك الظروف الزمانية و المكانية و ضيق الأفق و عدم الاطلاع على ثقافات الأمم و الشعوب الأخرى فقد أصبح اليوم موضوع التعصب لأي فكر مهما كان حامله يؤمن به مرفوضا على المستوى العالمي إذا لم يتسع أفق الاعتزال عن العالم و من ثم يوصف بالرجعية و التخلف و التطرف و بالتالي فان قطار التقدم يفوته و مع الزمن ينقرض هو و الفكر الذي يحمله و يتعصب إليه .
         و خلاصة القول انه لا يجوز أن يبقى الأموات يرسمون للأحياء خط سير حياتهم لان الأموات أدوا دورهم في زمنهم و عملوا على حل قضاياهم حسب ظروفهم و تطورهم ومعطيات الحياة التي عاشوها و ليس صحيحا أن يكون ما اتبعه الأموات أثناء حياتهم من أسلوب يصلح لان يحل قضايا الأحياء الذين يعيشون في عالم متطور إلى أقصى درجات العلم و الإدارة و السياسة و الاقتصاد و التفاعل مع الأمم و الشعوب بحيث أصبح العالم من شرقه إلى غربة و من شماله إلى جنوبه مجتمعا متعاونا في مختلف مجالات الحياة و إذا كان لنا أن نشكر الأجيال السابقة الذين قدموا و لكن يجب أن يكون واضحا ، أن الناس اليوم اقدر على معرفة قضاياهم و معالجتها دون الارتهان لتجارب السابقين .
           و على ضوء ما ذكرت فالعرب اليوم بحاجة إلى فكر جديد يعتمد العقل و العلم والعمل و العدل و يبتعد عن الأوهام و الغيبيات و التمنيات التي تجعل العقل يسرح في الخيال و يبتعد عن الواقع و هذا يتطلب من المفكرين و الفلاسفة و العلماء العرب المتنورين أن يتداعوا و يجتمعوا و يتناقشوا و يتحاوروا من خلال مؤتمرات متلاحقة و في أجواء هادئة بعيدة عن أي ضغط أو خوف أو مجاملة .
           و نقطة أخيرة لا بد من ذكرها و هي أن يبتعد هؤلاء المفكرون و الفلاسفة و العلماء عن أي نفوذ للحكام في أي زمان و مكان بحيث يكون الفكر صافيا صادقا واضحا ويطبع في كتب و يوزع على شباب الأمة تحت عنوان (فكر عربي جديد يعتمد العقل والعلم و العمل و العدل ) .
        و خلاصة هذا الفكر انه علماني عادل و يحترم العمل و المبادرة الجيدة مع الإشارة إلى ضرورة الإيمان بالله العظيم الذي خلق الكون و وهب الإنسان العقل كمرشد له في حياته ليتدبر أموره الحياتية على مستوى الأفراد و الجماعات و الدول و الأمم و الشعوب ، فالعقل هو هبة الله للإنسان ليسترشد به من خلال التجارب ، و قد سئل احد الحكماء ما هو العقل ؟! فأجاب أن العقل هو الإصابة بالظن و معرفة ما سيكون بما كان.
            و بالنسبة للدين و جوهر الدين و الإيمان بالله و ببساطة فقد لخصته الآية الكريمة التي وردت في سورة الاحقاف ﴿ إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم و لا هم يحزنون ﴾ .
الفئة: مقالاتي | أضاف: majdmahadeen (2009/12/23) | الكاتب: المحامي ضويع المحادين E
مشاهده: 450 | تعليقات: 3 | الترتيب: 0.0/0
مجموع المقالات: 3
3 ابو همام الاسمر  
0
السلام عليكم اعزيزي الكاتب

ان العرب فعلا بحاجة الى ان يعيدون النظر في جميع امورهم فعليهم ان يبتعدوا عن سياسة المسلمات التي لاتسمح للعقل بان يبدع ويعطي كل مافي وسعه لخدمة امته وشعبة


2 sofy  
0
مقال ممتاز كالعاده استاذ ابومجد biggrin

1 adel_khyat  
0
[size=11][size=7]رائع جدا ..
اشكرك استاذي القدير على المقال الرائع
سلمت و سلمت يمناك
فعلا العرب بحاجة إلى فكر جديد ..

تقبل مروري[/size]
bye


إضافة تعليق يستطيع فقط المستخدمون المسجلون
[ التسجيل | دخول ]
ابحث داخل سمارت
Copyright Adel_khyat © 2024