دور النائب في الدولة
جريدة الوحدة – 27/8/2007
من المعروف أن النائب الذي ينتخبه الشعب ليصل إلى قبة البرلمان و حسب أحكام الدستور يمثل كل الشعب و ليس يمثل عشيرته أو منطقته فقط ، و هذا النائب يتعاون مع زملائه النواب من كافة مناطق المملكة للدفاع عن مصالح الشعب السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية ، و من المفروض أن يكون لدى النائب و مجموعته معلومات كاملة عن أوضاع الناس و المنطق و حاجاتهم ، و معرفة الفوارق بين مناطق المملكة ، بحيث عندما يطرح النائب أو مجموعته التي يتعاون معها اقتراحات أو مشاريع قوانين في المجلس لتتبناها الحكومة تكون هذه الاقتراحات و المشاريع صادرة عن معلومات صحيحة و دقيقة ، والقصد منها رفع سوية معيشة الناس و تحقيق العدالة بين الناس و ضمن الإمكانيات المتاحة و بالتالي يتم التعاون بين مكاتب الدراسات و النواب و الحكومة لتحقيق اكبر خدمة ممكنة للناس . كما أن على كل نائب أن يلتقي بالناس في كل مكان من الأردن ضمن لقاءات و محاضرات و يحاضر و يتكلم و يشرح و يناقش و يدافع و يطالب بالحوار المفتوح حيث يكون كل نائب على اتصال دائم مع الناس و لا يبتعد عنهم و يخبرهم بما حدث و يسمع آراءهم ، كما على النائب أن يكون على علاقة وطيدة مع مقرات الأحزاب و يسمع مقترحاتهم و ملاحظاتهم ، و يحمل ما يقتنع به إلى مجلس النواب على شكل اقتراحات أو طلبات أو مشاريع قوانين تخدم المجتمع و بذلك يتم التناغم بين الناس و النواب و الحكومة . و بهذه المناسبة لا يسعني إلا أن أركز على أن مسؤولية انتخاب النواب الجيدين المخلصين تقع على عاتق الشعب و الناس يختارون النائب الواعي النظيف الكفء المتفهم لأوضاع الناس ليستطيع أن ينقل قضاياهم إلى المجلس و الحكومة ، أما إذا غفل الناس أو انساقوا إلى التعصب العشائري أو لقاء المال الذي يدفع للأنفس الضعيفة فان الناس أنفسهم سيدفعون الثمن و المعاناة لأنهم انتخبوا بدون وعي و استعجلوا المنافع البسيطة على حساب المنافع الكبيرة التي تعود على كل الشعب بالخير . و في هذا الصدد تقول الآية الكريمة ﴿ من عمل صالحا فلنفسه و من أساء فعليها و ما ربك بظلام للعبيد ﴾ . و ارجوا هنا أن أورد حادثة واقعية و صحيحة جرت في سورية في عهد الانتداب الفرنسي على سورية ، و إني أورد واقعة تستحق المعرفة ليتعظ منها الناس و يفكروا مليا عند اختيار النائب : ( بعد الحرب العالمية الأولى ظهرت اتفاقية سايكس بيكو حيث أصبحت سورية و لبنان تحت الانتداب الفرنسي و حكمت فرنسا سورية بالظلم والتعسف ، و كبت الحريات و أجرت انتخابات مزورة أوصلت من خلالها العملاء وضعاف النفوس إلى البرلمان الذي كان ينفذ ما تطلبه منه فرنسا التي تمارس الظلم والتعسف ضد الشعب السوري الذي ثار ضد فرنسا، و كان أمريكا في ذلك الوقت تعتبر بلد سلام و حرية و ترفع شعار الحرية الشعوب و استقلالها ، و لدى وصول أخبار الظلم في سورية إلى أمريكا أرسلت مندوبا عنها إلى سورية و هناك تم لقاء مع نخبة من السوريين و شعرائهم و علمائهم و في هذا الاحتفال القي الشاعر السوري رشيد الخوري هذه القصيدة بمناسبة
قدوم :المبعوث الأمريكي ، طورس ، قال فيها بعد أن رحب به
: حدث فانك صادق يا طوروس ما اللامـس الرائي كمن يتملس الشمس قد رسمت فمر أن ينظروا و لعلهـم عمي فمر أن يلمسـوا و لعل وسط الجمع منهم زمـرة جاءت توصـوص بيننا و توسوس تسعى لسادتها بنقل حديثـنـا و تكـاد للإصـغاء لا تتنفـس زعموا الشـام بحاجـة لمجـدد نعم المجـدد مدفعـا و مسـدس و أن الشـام بحـاجة لممـدن نعم الممدن للشعـوب الشركسي و الضيغم العربي ليـس يـروعه من اعبد السنـغـال أن افطـس في كل كـرسي تسنـد نـائب متكنف ، أعمى ، أصم ، اخـرس لا تسلقـوهم في المـلام لأنـهم جلسوا و هل نخبوا لكي لا يجلسوا جاد المفوض بالعليق فحمـحموا و ثنى عليهم بالشـكيم فاسلمـوا فليحيا كل مدافـع عـن قومـه و بلاده و ليسـقـط المتفرنـس
إن مهمة النائب مهمة خطيرة تجاه الله و الضمير و الشعب و التاريخ .
|